Sunday, July 01, 2007

مشتاق

هذه بعض الأمور التي اشتقت اليها.. أحسست بالحاجة الملحة للافصاح عنها.. ما الذي تشتاقون له أنتم؟
مشتاق لأمي.. لبيتي.. لأصدقائي و جيراني.. للمسجد الذي كنت أصلّي فيه.. لشارعٍ كنت قد حفظت أرصفته بدقة.. مشتاق لزقزقة العصافير التي توقظني عندما يطلي الفحر السماء بلونٍ ساحر.. مشتاق لنسيم عليل و شمس دافئة كحضن أمي.. و صمت معبر في وجوه المارة كل صباح
.مشتاق لأرضي.. مشتاق لأحلامي التي سلبتها مني ظروف.. و أي ظروف.. مشتاق لأن أكون عاشقاً.. فالنساء هنا لا يفقهن من الحب سوى الترّهات.. مشتاق لنظرة خاطفة و بسمة مكتومة.. مشتاق لأن أنام دون أن تؤرقني ضرائب و فواتير.. مشتاق لأن أستيقظ على صوت المنشاوي.. و أن أبتسم لبائع الخضار الذي يرتب الخيار و هو يشارك شريط فيروز الغناء
مشتاق للاصطفاف.. مشتاق لتحية العلم مع أنني لم أحترم العلم و لا السيد الرئيس يوماً.. مشتاق للقيام عند دخول المعلم.. مشتاق للعروض المغرية التي كان يقدمها لي أصدقائي من أجل أن نتبادل ملصقات العلكة.. مشتاق للتدافع في سبيل شراء شيبس و عصير من البوفية.. مشتاق للاحساس بالفخر عند اجابتي لسؤال صعب و سماع كلمة اطراء من المعلم
..مشتاق للمدرسة.. و للحافلة.. و للشوارع.. و لمنطقتي.. و للحي.. و للزقاق.. و للجار الذي لم ينبس يوماً ببنت شفة.. و للوقوف على أطراف أصابعي للوصول لجرس المنزل.. و للمنزل.. و للجلوس أمام شاشة التلفاز و الفرح عند مشاهدة شارة برامج الأطفال.. و للقيلولة التي تلي الغداء.. و لليوم.. و الليل.. للفرح و الحزن.. للضحك و البكاء..
مشتاق لأمي و لأبي.. لحلمي.. لغدي الذي لم أعرف عنه سوى صورة رسمتها في مخيلتي الساذجة
مشتاق.. مشتاق